في زمن تتلاشى فيه الحدود الثقافية بين الدول وتنطلق ثورة تكنولوجية؛ يعد تاثير وسائل الاعلام على الاطفال له دورًا كبيرًا في تشكيل الطفل ثقافيًا، دينيًا، واجتماعيًا؛ لذلك ينبغي تحديد المحتوى الذي يتعرض له الطفل من خلال وسائل الإعلام مثل التلفزيون، والفيديو، والإلكترونيات المختلفة، والإنترنت.
تاثير وسائل الاعلام على الاطفال
يزداد تأثير وسائل الإعلام على الصغار والكبار أيضًا مع مرور الوقت؛ إذ تمتاز بجاذبيتها الكبيرة بالنسبة للأطفال وتأثيرها البارز في تشكيل سلوكهم وقيمهم من خلال البرامج والأفلام التي تقدمها، ولكن على الرغم أن هذه الوسائل تحتاج إلى توجيه تربوي دائم؛ إلا أنها تمتلك القدرة على تعزيز قدرات الطفل وتنمية تفكيره إذا تم توجيهها بشكل صحيح حيث يمكن تصنيفها على أنها خيار إيجابي عندما يتم استخدامها بشكل جيد، وخطر عندما يتم إساءة استخدامها
لذلك فإن تاثير وسائل الاعلام على الاطفال له دور كبير في تشكيل الأفكار والسلوكيات لدى الأطفال، ويمكن أن يكون هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، وذلك بناءًا على نوع المحتوى الذي يتعرض له الطفل وكمية الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة؛ لذلك من الضروري تنظيم هذا الاستخدام والسماح للأطفال بالاستفادة الأمثل من وسائل الإعلام دون التأثير الضار على قدراتهم الأخرى مثل التخيل واللعب الحر والتواصل الاجتماعي.
يمكن أن يكون تأثير الإنترنت ووسائل الإعلام على الأطفال غير محدود حيث قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة قد يؤدي إلى إنشاء فجوة في تفاعل الطفل مع محيطه الاجتماعي والبيئي، ويمكن أن يؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي والعزلة، ومن ثم تؤثر هذه الفجوة على تطور المهارات الاجتماعية للطفل وقدرته على التفاعل بفعالية مع الآخرين.
قد يهمك:
أعراض أنيميا الأطفال وطرق العلاج
ما هي مخاطر وسائل الاعلام؟
تاثير وسائل الاعلام على الاطفال |
كذلك فإن تاثير وسائل الاعلام على الاطفال قد يكون سلبيًا بشكل لا يمكن تجاهله، ومن هذه السلبيات:
- غرس المفاهيم الخاطئة في عقول الأطفال حيث تعرض بعض البرامج لعادات وتقاليد ثقافات مختلفة قد لا تنسجم مع قيم ومبادئ مجتمعنا.
- يمكن للأطفال أن يجدوا تناقضًا بين ما يرونه في الوسائل الإعلامية وبين الواقع الذي يعيشونه.
- تعزيز العنف والكراهية حيث إن بعض الأفلام والبرامج قد تحتوي على مشاهد عنيفة وصراعات قد تنعكس سلبًا على نفسية الطفل وتزرع فيه قيمًا سلبية يمكن أن يتجسد في سلوكه اليومي.
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الوسائل قد أحدثت تغييرًا جذريًا في نمط الحياة وأسلوبه حيث أدت إلى تقليص الأنشطة التقليدية التي كانت جزءًا من حياة الأجيال السابقة، مثل الأنشطة الرياضية والتفاعل الاجتماعي والتواصل الواقعي وجهاً لوجه.
كيف تتجنب سلبيات وسائل الإعلام؟
تاثير وسائل الاعلام على الاطفال |
أصبح الأفراد يميلون إلى الانخراط في التكاسل والانعزال أمام الشاشة مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية وعلى علاقاتهم الاجتماعية؛ لذلك يجب توجيه الإعلام لتنشئة الأطفال بطرق عدة تسهم في تحقيق تربية صحيحة وتقليل الآثار السلبية لمشاهدتهم لوسائل الإعلام، ومن أبرز هذه الطرق:
- اختيار البرامج المناسبة للأطفال على التلفاز أو الإنترنت.
- تعليم الأطفال الفرق بين البرامج الهادفة وغير الهادفة؛ لتوضيح تاثير وسائل الاعلام على الاطفال مما يجعلهم قادرين على التفرقة بين الخطأ والصواب.
- توجيههم بطريقة توعوية وتوجيهية.
- التخلص من القنوات التي لا تتناسب مع الأطفال وتعزيز سلوكهم في التعامل معها.
- تحديد وقت محدد لمشاهدة الأطفال لوسائل الإعلام وعدم السماح لهم بالبقاء أمامها طوال الوقت دون مراقبة أو محاسبة.
- يجب على الآباء والأمهات مراقبة أطفالهم بشكل دقيق حيث إن الإعلام الحالي يميل إلى خلق أبطال خياليين بدلاً من إرشاد الأطفال إلى القدوات الحقيقية مثل الأنبياء والصحابة مما يُغيّب وجود النماذج الحقيقية للأطفال.
- يجب على الأهل مراقبة استخدام الأطفال لوسائل الإعلام وتوجيههم نحو اختيار المحتوى الذي يعزز تطويرهم الشخصي بشكل إيجابي ويساهم في تعزيز قدراتهم الاجتماعية والعقلية بدون التأثير الضار على نموهم الصحي والعاطفي.